کد مطلب:168073 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:216

من الیوم الثانی من المحرم سنة 61 ه‍ ق حتی فجر الیوم العاشر
نزل الركب الحسینیّ أرض كربلاء فی الثانی من المحرّم سنة إحدی وستین للهجرة، وكان ذلك فی یوم الخمیس، علی ما هو المشهورالقویّ. [1] .


وروی أنّ فرس الامام الحسین (ع) عند وصوله أرض كربلاء وقفت ممتنعة عن الحركة فلم تنبعث خطوة واحدة،(فنزل عنها وركب أخری فلم تنبعث خطوة واحدة! ولم یزل یركب فرساً بعد فرس حتی ركب سبعة أفراس وهنّ علی هذه الحال! فلمّا رأی ذلك قال: یا قوم، ما اسم هذه الارض؟

قالوا: أرض الغاضریة.

قال: فهل لها إسم غیر هذا؟

قالوا: تُسمّی نینوی.

قال: أَهَلْ لها إسم غیر هذا؟

قالوا: شاطیء الفرات.

قال: أَهَلْ لها إسم غیر هذا؟

قالوا: تسمّی كربلاء!

فعند ذلك تنفّس الصعداء! وقال: أرض كرب وبلاء! ثمّ قال: إنزلوا، هاهنا مناخ ركابنا، هاهنا تُسفك دماؤنا، هاهنا واللّه تُهتك حریمنا، هاهنا واللّه تُقتل رجالنا، هاهنا واللّه تُذبح أطفالنا،هاهنا واللّه تُزار قبورنا، وبهذه التربة وعدنی جدّیرسول اللّه (ع)، ولاخُلف لقوله. ثمّ نزل عن فرسه!). [2] .

وفی روایة: (ثمّ قال الحسین: ما یُقال لهذه الارض؟

فقالوا: كربلاء ویُقال لها أرض نینوی قریة بها.

فبكی وقال: كرب وبلاء! أخبرتنی أمّ سلمة قالت: كان جبرئیل عند رسول اللّه (ع)


وأنت معی، فبكیتَ،فقال رسول اللّه (ع): دعی ابنی. فتركتك، فأخذك و وضعك فی حجره، فقال جبرئیل: أتحبّه؟ قال: نعم.قال: فإنّ أُمّتك ستقتله! قال: وإنْ شئتَ أنْ أُریك تربة أرضه التی یُقتل فیها. قال: نعم. قالت: فبسط جبرئیل جناحه علی أرض كربلاء فأراه إیّاها.). [3] .

(فلمّا قیل للحسین هذه أرض كربلا شمّها (وفی روایة: قبض منها قبضة فشمّها) وقال: هذه واللّه هی الارض التی أخبربها جبرئیل رسول اللّه، و أنّنی أُقتل فیها!). [4] .

وفی روایة ابن أعثم الكوفی أنّ الامام (ع) لمّا نزل كربلاء (أقبل إلی أصحابه فقال لهم: أهذه كربلاء؟

قالوا: نعم.

فقال الحسین لاصحابه: إنزلوا، هذا موضع كرب وبلاء، هاهنا مناخ ركابنا، ومحطّ رحالنا، وسفك دمائنا!

قال فنزل القوم، وحطّوا الاثقال ناحیة من الفرات، وضُربت خیمة الحسین لاهله وبنیه، وضرب عشیرته خیامهم منحول خیمته.). [5] .

وفی روایة السیّد ابن طاووس (ره): (فلمّا وصلها قال: ما اسم هذه الارض؟ فقیل: كربلاء.

فقال (ع): أللّهمّ إنّی أعوذ بك من الكرب والبلاء! ثمّ قال: هذا موضع كرب وبلاء إنزلوا، هاهنا محطّ رحالنا ومسفك دمائنا، وهنا محلّ قبورنا! بهذا حدّثنی جدی رسول اللّه (ع)! فنزلوا جمیعاً.). [6] .


و أقبل الحرُّ بن یزید حتّی نزل حذاء الحسین (ع) فی ألف فارس ثمّ كتب إلی عبیداللّه بن زیاد یخبره أنّ الحسین (ع) نزل بأرض كربلاء. [7] .


[1] ذهب إلي ذلك الطبريّ في تأريخه: 4:309، وابن الاثيرفي كامله: 3:282، والشيخ المفيد (ره) في الارشاد: 253،والبلاذري في أنساب الاشراف: 3:385 وغيرهم، ولم يخالف ذلك إلاّ الدينوري حيث قال: (ثمّ أمر الحسين بأثقاله فحطّت بذلك المكان يوم الاربعاء غرّة المحرّم من سنة إحدي وستين) (الاخبار الطوال: 253)، وكذلك ما ورد في المقتل المنسوب إلي أبي مخنف: (وساروا جميعاً إلي أن أتوا أرض ‍ كربلاء وذلك يوم الاربعاء) (مقتل الحسين (ع). لابي مخنف: 75 -76)، لكنّه لم يذكر تأريخ اليوم، وكذلك ما ورد من ترديد ابن أعثم الكوفي في يوم نزولهم كربلاء حيث قال: (حتي نزل كربلاء في يوم الاربعاء أو يوم الخميس وذلك في الثاني من المحرّم سنة إحدي وستين) (الفتوح:5:149)، وإذا علمنا أنّ يوم التروية الثامن من ذي الحجّة سنة 60 ه‍ كان يوم الثلاثاء حسب تصريح الامام الحسين (ع) نفسه (... وقد شخصتُ إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية..) (تاريخ الطبري: 4:297)، علي هذا فإنّ الاربعاء إمّا أن يكون غرّة المحرّم إذا كان شهر ذي الحجّة تسعة وعشرين يوماً، أو يكون الاربعاء هو اليوم الثلاثين من شهر ذي الحجّة إذا كان هذا الشهر ثلاثين يوماً، وعلي ضوء هذا لايمكن أن يكون يوم الاربعاء هو اليوم الثاني من المحرّم حسب ترديد ابن أعثم الكوفي، فيسقط هذا الترديد، ولايبقي إلاّ الخميس هو اليوم الثاني من المحرّم تلكم السنّة.

قال المحدّث القمي (ره): (قد وقع الخلاف في يوم ورود الحسين (ع) إلي كربلاء، والاصحّ أنّه قدمها في اليوم الثاني من شهرالمحرم الحرام سنة إحدي وستين للهجرة) (منتهي الامال: 1:617).

[2] مقتل الحسين (ع)، لابي مخنف: 75 -76.

[3] تذكرة الخواص: 225.

[4] تذكرة الخواص: 225.

[5] الفتوح، 5:149.

[6] اللهوف: 35.

[7] راجع: الفتوح، 5:150.